الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة بعد مرور 50 سنة: الروائية السورية غادة السمان تثير ضجة بكشفها عن رسائل حب من الكاتب أنسي الحاج

نشر في  07 ديسمبر 2016  (09:49)

أشعلت الروائية السورية “غادة السمان” من جديد الساحة الثقافية ، عندما كشفت عن عاشق قديم ، ليس سوي المبدع الكبير الشاعر اللبناني أنسي الحاج ، فى كتابها الجديد الذي طرحته فى معرض بيروت للكتاب ، بعنوان ” رسائل أنسي الحاج إلى غادة السمان” عن دار الطليعة.

وكانت رسائل غسان كنفاني لها قد حظيت بضجة كبيرة منذ أن كشفت عنها “السمان”، وقدمتها في كتاب بعنوان “رسائل غسان الكنفاني إلى غادة السمان” حتي أنها أصبحت من قصص الحب المفضلة للقراء ، و اكتسبت شهرة واسعة .

و يكشف الكتاب الجديد عن رسائل حب تعود للعام 1963، قامت بين الشاعر أنسي الحاج الذي كان في السادسة والعشرين والكاتبة غادة السمان التي كانت تتهيأ في العشرين من عمرها لدخول عالم الأدب وتحديداً عالم القصة القصيرة في بيروت التي قصدتها لتواصل دروسها في الجامعة الأميركية وكانت صدرت لها للتو أولى مجموعاتها “عيناك قدري”.

هذه المغامرة التي لم تدم طويلاً،  لم يروِ عنها الحاج بتاتاً حتى للأشخاص الأقرب إليه الذين كان يستودعهم بعضاً من أسراره، ولم يذكر غادة في حواراته الصحافية ولا في مجالسه و لا حتي في سيرته الذاتية  .

و تذكر غادة فى كتابها أنها لم ترد على رسائل الحاج و لم تكتب له ، قائلة  :  “لم أكتب لأنسي أي رسالة، فقد كنا نلتقي كل يوم تقريباً في مقهى الهورس شو - الحمرا أو مقهى الدولتشي فيتا والديبلومات - الروشة أو مقهى الأنكل سام ... وهذه المقاهي انقرضت اليوم” .

لا يمكن المقارنة بين رسائل كنفاني ورسائل الحاج ولا بين قصتيهما مع غادة السمان ، فقد أحبها كنفاني حبا حقيقيا، وهي بادلته الحب ، أما الحاج فكان يمر بصراعا داخليا و يبحث عن الحب الذي يخلصه، وظن أنه وجده فى غادة و لكنها لم تبادله الحب ، و يذكر أن أنسي الحاج وقتها كان متزوج و لديه ابن و ابنة، و كان يكتب في مجلة “الشعر” وصحيفة “النهار” .

وننشر لكم جزء من أحد رسائل الحاج لغادة :

قبل أن أتصل بك للمرة الأولى كنت أعلم، لكن ربما أقل من الآن، أنني بحاجة إلى إنسان. بحاجة إلى إنسان يتناسب، في ذكائه وإحساسه وطاقاته جميعًا، الإيجابية منها والسلبية، مع ما أنا فيه، وما سأصير فيه. وفكرت طويلًا. ورفضتُ، شيئًا بعد شيء، كل الحلول التي مرّت بفكري. ورفضت كل الأشخاص، ممّن أعرفهم وممّن لا أعرفهم، الذين استعرضتهم. وعندما اتصلت بك للمرة الأولى كنتِ ما تزالين مجرد إمكانية غامضة، لكن قوية. وظلّت هذه الإمكانية غامضة عندما قابلتك للمرة الأولى. وظلّت غامضة أيضًا عندما قابلتك في المرة الثانية، لكنها ازدادت قوة. وفي ما بعد، أصبحتِ أنت التجسيد للإنسان الذي أنا بحاجة مصيرية ملحّة وعميقة وعظيمة ورهيبة إليه. أصبحتِ أنتِ هذا الإنسان لا لأنني أنا صنعتُه منكِ، فحسب، بل لأنك كنتِ أهلًا لذلك. كنتِ أهلًا لذلك رغم أنّك ما تزالين، بالنسبة لي، منغلقة على نفسك ترفضين الخروج إليّ بالعري الذي أشتهيه وأريد أن أتحمّل وزره.

المصدر: محيط